للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الحسن (١): وسألت جَدِّي محمدَ بن عبيد اللَّه، قلت: فكم كان يحفظ أحمد بن حنبل؟ قال: أخذ عن ست مئة ألف (٢).

قال أبو حفص (٣): قال لي أبو إسحاق: لما جلستُ في جامع المنصور للفتيا ذكرت هذه المسألة، فقال لي رجل: فانت هو ذا [لا] (٤) تحفظ هذا المقدار حتى تفتي الناس فقلت له: -عافاك اللَّه- إنْ كنتُ لا أحفظُ هذا المقدار، فإني هو ذا أفْتِي الناس بقول مَنْ كان يحفظ هذا المقدار وأكثر منه (٥).

قال القاضي أبو يَعْلَى (٦): "وظاهر هذا الكلام [من أحمد] أنه لا يكون من أهل الاجتهاد إذ لم يحفظ من الحديث هذا القدرَ الكثير الذي ذكره، وهذا محمول على الاحتياط والتغليظ في الفتوى. . . "، ثم ذكر حكاية أبي إسحاق لما جلس في جامع المنصور، قال: "وليس هذا الكلام من أبي إسحاق مما يقتضي أنه كان يُقَلِّد أحمد فيما يفتي به؛ لأنه قد نص في بعض "تعاليقه على كتاب العلل" على الدلالة على منع الفتوى بغير علم؛ لقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} " [الإسراء: ٣٦].


= من طريق الحسن بن إسماعيل عن أحمد بن حنبل نحوه إلا أن فيه: قيل خمس مئة ألف؟ قال: أرجو، فزاد مئة ألف.
وفي إسناده محمد بن أحمد بن المقيل، فيه ضعف، انظر: "تاريخ بغداد" (١/ ٣٤٦ - ٣٤٨)، وذكره ابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (٢/ ١٦٤).
وفي (ك): "وقال محمد بن عبد اللَّه بن المُنادي".
(١) في الأصول جميعها، "أبو الحسين" والمثبت من (ك) و (ق) هو الصواب وهو أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد اللَّه بن المنادي، ترجمته في "طبقات الحنابلة" (٢/ ٣).
(٢) نقله القاضي أبو يعلى في "العدة" (٥/ ١٥٩٧)، وابنه في "طبقات الحنابلة" (٢/ ١٦٤)، وفي "تاريخ بغداد" (٤/ ٤١٩ - ٤٢٠) قال أبو زرعة: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث! فقيل له: وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
قال (و): "لا بد أن يكون قبلها تدبر القرآن بكل آية فيه، وقد كان الإمام كذلك" (و)
وفي (ك): "أجاب عن ست مائة ألف".
(٣) هو العكبري.
(٤) ما بين المعقوفتين سقطت من (ق).
(٥) نقله أبو يعلى في "العدة" (٥/ ١٥٩٧) وابنه في "طبقات الحنابلة" (٢/ ١٦٤)، "ولكن يجب أن يكون على بينة من مأخذ الحكم، وإلا تردَّى في التقليد الذميم" (و).
(٦) في "العدة في أصول الفقه" (٥/ ١٥٩٧، ١٥٩٧ - ١٥٩٨)، وما بين المعقوفتين من (ك) و (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>