للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو عمر: ثنا عبد الوارث بن سفيان: ثنا قاسم بن أصْبغ، ثنا محمد بن عبد السلام الخُشَنِي (١) ثنا إبراهيم بن أبي الفياض البَرْقّي الشيخ الصالح: ثنا سُليمان بن يَزيع الإسكندراني: ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ، عن سعيد بن المسَيَّبِ، عن علي، قال: قلت: يا رسول اللَّه الأمر ينزل بنا لم يَنْزِل فيه القرآن، ولم تَمْضِ فيه منك سنة، قال: "اجْمَعُوا له


= قال: وهذا أولى، ونحوه قال الخطيب في "تاريخ بغداد".
والحديث له شواهد عن جمع من الصحابة، منها: حديث أبي أمامة: رواه الطبراني في "الكبير" (٧٤٩٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ١١٨)، والقضاعي (٦٦٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٥/ ٩٩)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٥٢٣ و ٦/ ٢٤٠١)، وابن عبد البر في "الجامع" (١١٩٧) من طريق عبد اللَّه بن صالح عن معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عنه.
قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٦٨): "إسناده حسن".
وقال السيوطي في "اللآلئ" (٢/ ٣٣٠): "فإنه بمفرده على شرط الحسن، وعبد اللَّه بن صالح لا بأس به".
قلت: هذا الطريق في رواته كلام، وإليك التفصيل:
راشد بن سعد ثقة كثير الإرسال، ومعاوية بن صالح: وثقه ابن معين، والعجلي، وابن حبان، وعبد الرحمن بن مهدي، وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه.
وقال ابن عدي: وما أرى بحديثه بأسًا وهو عندي صدوق.
وأما عبد اللَّه بن صالح كاتب الليث، فقد تكلموا فيه كثيرًا، وقد قال فيه ابن حجر في "هدي الساري": "إن حديثه في الأول كان مستقيمًا، ثم طرأ عليه فيه تخليط؛ فمقتضى ذلك: أن ما يجيء من رواينه عن أهل الحذق كيحيى بن معين، والبخاري، وأبي زرعة، وأبي حاتم؛ فهو صحيح حديثه، وما يجيء من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه".
وقال في "التقريب": "صدوق كثير الغلط، ثَبْتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة".
أقول: وكلا القولين لابن حجر فيه نظر، نَعَم الرجل كان متماسكًا ثم فسد في آخر عمره، وما يدرينا أن هؤلاء رووا عنه من صحيح حديثه فقط؛ قد يكون البخاري -إن صح أنه أخرج له في الصحيح- ينتقي من حديثه لأنه يخرج له في "الصحيح" فهل كان ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم لا يروون عن الراوي إلا صحيح حديثه؟
وأما أنه ثبت في كتابه فهذه عبارة لاين معين، لكن يظهر من ترجمته أنه كان عنده غفلة، فيُدخل له أحاديث في كتبه ثم يرويها، وقد قال هذا ابن حبان وغيره.
وعلى كل حال؛ فالإسناد هذا ضعفه مُحْتَمِل.
والحديث له طرق أخرى؛ ولكنها كلها واهية شديدة الضعف، لا تصلح في المتابعات، انظرها مفصلة في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (١٨٢١).
(١) في (ق) و (ك): في "الحسني".

<<  <  ج: ص:  >  >>