للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في إقامتها، لا في إهمالها، ولهذا لا تقبل الشفاعة في الحدود (١)، وإذا بلغت السلطان فلَعَن اللَّه الشَّافع والمُشَفَّع.

وأما حقوق الآدميين؛ فهي التي تقبل الصلح والإسقاط والمعاوضة عليها، والصلح العادل هو الذي أمر اللَّه به ورسوله [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، (٢)، كما قال: {فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ} [الحجرات: ٩]، والصلح الجائر هو الظلم بعينه، وكثير من الناس لا يعتمد العدل في الصلح، بل يصلح صلحًا ظالمًا جائرًا، فيصالح بين الغريمين على دون الطفيف (٣) من حق أحدهما، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صالح بين كعب وغريمه [وصالح] (٤) أعدل الصلح فأمره أن يأخذ الشطر ويدع الشطر (٥)؛ وكذلك لما عزم على طلاق سَوْدَة رضيت بأن تَهبَ له ليلَتَها وتُبقي على حَقِّها من النفقة والكسوة (٦)، فهذا


(١) في المطبوع: "لا يقبل بالحدود".
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) والعبارة بعدها: "كما قال تعالى".
(٣) في (ك) و (ق): "التطفيف" وأشار في الهامش إلى أنه في نسخة: "الطفيف".
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ن) و (ق).
(٥) سبق تخريجه قريبًا وقوله: "يدع الشطر" سقط من (ك).
(٦) ورد من حديث عائشة وحديث ابن عباس.
أما حديث عائشة: فأخرج أبو داود في "سننه" (٢١٣٥) في (النكاح): باب القسم بين النساء -ومن طريقه البيهقي (٧/ ٧٤ - ٧٥) - والحاكم (٢/ ١٨٦) من طريق أحمد بن يونس عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات مشاهير، وفي عبد الرحمن بن أبي الزناد كلام خاصة في روايته عن أهل العراق.
وتابع أحمد بن يونس على رواية الحديث موصولًا: الواقدي، أخرجه ابن سعد (٨/ ٥٣)، والواقدي متروك، وتابعه أبو بلال الأشعري أيضًا، أخرجه ابن مردويه في "تفسيره" -كما في "تفسير ابن كثير" (٢/ ٥٧٥) -.
وأبو بلال الأشعري روى عنه أبو حاتم الرازي، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ورواه ابن مردويه -أيضًا- من طريق عبد العزيز الدراوردي مختصرًا، وقد رواه سعيد بن منصور في تفسير سورة النساء رقم (٧٠٢)، ومن طريقه البيهقي (٧/ ٢٩٧) عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به مرسلًا ولم يذكر عائشة.
وهذا لا يعل رواية الوصل، لأنّ من وصلها ثقة حافظ.
وأما حديث ابن عباس: فأخرجه الطيالسي (٢٦٨٣)، والطبري (١٠٦٠٨)، والترمذي (٣٠٤٠)، في تفسير سورة النساء، والطبراني في "المعجم الكبير" (١١٧٤٦)، والبيهقي (٧/ ٢٩٧) من طريق سماك عن عكرمة عنه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب!! مع أن رواية سماك عن عكرمة فيها اضطراب كبير. =

<<  <  ج: ص:  >  >>