للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُصَرِّف (١)، عن مرَّة [الطَّيَّب] (٢)، عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه- (٣): "كلُّ قومٍ على بينة [من أمرهم] ومصلحة من أنفسهم يُزرُون (٤) على مَن سواهم، ويُعرفَ الحق بالمقايسة عند ذوي الألباب" (٥)، وقد رَوَاه الخطيبُ وغيره مرفوعًا، ورفعهُ غير صحيح.

وقد اجتهد الصحابةُ في زمن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في كثير من الأحكام ولم يعنِّفهم، كما أمرهم يوم الأحزاب أن يُصفوا العصر في بني قريظة (٦)، فاجتهد بعضُهم وصلَّاها في الطَّريق، وقال: لم يُرِدْ منا التأخير، وإنما أراد سُرعة النهوض، فنظروا إلى المعنى، واجتهد آخرون وأخّرُوها إلى بني قريظة فَصَلّوْها ليلًا، نَظَروا إلى اللفظ، وأولئك (٧) سَلَفُ أهل الظاهر، وأولئك سلف أصحاب المعاني والقياس (٨).

ولمّا كان علي [-رضي اللَّه عنه-] (٩) باليمين أتاه ثلاثة نفرٍ يختصمون في غلَامٍ، فقال


(١) في (ق) و (ك): "مطرف".
(٢) وقع في النسخ المطبوعة: "الطبيب"، وهو خطأ، والتصويب من (ن) و (ك) و (ق)، واسمه: "مرة بن شرحبيل الهمداني الطيب"؛ كما في كتب الرجال.
(٣) ساقطه في (ك) و (ق) بدلها في (د): "كرم اللَّه وجهه في الجنة".
(٤) "يزرون": أي: يحملون، والمراد: يقيسون، وأشار في هامش (ق) إلى أنه في نسخة: "ويعرفون"، وفي (ك): "يرون"، وما بين المعقوفتين سقط في (ك) و (ق).
(٥) رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٩١) من طريق الأزدي، عن علي بن إبراهيم بن الهيثم، عن أحمد بن محمد الكندي، عن أسد بن موسى، عن شعبة، عن زبيد اليامي، عن طلحة بن مُصرِّف، عن مرة، عن علي مرفوعًا به.
أقول: فيه علي بن إبراهيم بن الهيثم ترجمه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١١/ ٢٣٨)، ثم ذكر له حديثًا وقال: "هذا الحديث منكر جدًّا ورجال إسناده كلهم مشهورون بالثقة سوى أبي الحسن البلدي"، (وهو علي هذا)؛ لذلك قال الذهبي في "الميزان": اتهمه الخطيب. ولم أجده موقوفًا.
(٦) أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب الخوف): باب صلاة الطالب والمطلوب راكبًا وإيماء (٢/ ٤٣٦/ ٩٤٦، وكتاب المغازي، باب مرجع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأحزاب، ٧/ ٤٠٧ - ٤٠٨/ رقم ٤١١٩)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب الجهاد والسير): باب المبادرة بالغزو، وتقديم أهم الأمرين المتعارضين (٣/ ١٣٩١/ رقم ١٧٧٠)، من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، ولفظ مسلم: "أن لا يصلين أحدٌ الظهر. . . ".
وانظر في فقه الحديث تعليقنا على "الموافقات" (٣/ ٤٠٧ - ٤٠٩)، فإنه هام.
(٧) في (ك) و (ق): "وهؤلاء".
(٨) انظر: "زاد المعاد" (٢/ ٧٢ - ٧٣)، و"مدارج السالكين" (١/ ٣٨٥ - ٣٨٦).
(٩) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>