للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن هذا قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا ذهب أحدكم إلى الغَائط فليذهب معه بثلاثة أحجار" (١) فلو ذهب معه بخرقة وتنظِّف (٢) أكثرَ من الأحجار أو قطن أو صوف أو خَزٍّ أو نحو ذلك جاز، وليس للشارع غَرضٌ في غير التنظيف (٣) والإزالة، فما كان أبلغ في ذلك كان مثل الأحجار في الجواز [بل] (٤) أولى؛ ومن ذلك أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-


= ولونه أحمر غامق، أو ضارب إلى الدكنة، أو من اللون الأخضر الزاهي، ومن الأصفر أحيانًا ترقيطات واسعة، وأحيانًا ضيقة وعلى طول النهايتين المتقابلتين لها أهداب كثيرة مؤلفة من شرائط" وزاد: "وتطوى هذه الطرحة -أي المنديل- بصورة منحرفة وتوضع على الطاقية بهيئة تتدلى منها على الظهر الزاويتان المثنيتان، والزاويتان الأخريان على الجهة الأخرى، وهناك قطعة من الصوف أو عمامة (قلت: هي العقال) تلف على العموم حول الطرحة" والظاهر أن اسمها اتخذ نسبة إلى مدينة (الكوفة).
انظر: "الملابس العربية" (١٣٦، ١٤٧، ١٥٣)، "ألبسة على مشجب التراث" (٤٢، ٩٣).
(١) رواه أحمد في "مسنده" (٦/ ١٠٨ و ١٣٣)، والدارمي (١/ ١٧١ - ١٧٢)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٧/ ٢٧١)، وأبو داود (٤٠) في (الطهارة): باب الاستنجاء بالحجارة، والنسائي (١/ ٤١ - ٤٢) في (الطهارة): باب الاجتزاء في الاستطابة بالحجارة دون غيرها، وفي "الكبرى" (١/ ١٣/ رقم ٤٢)، وأبو يعلى (٤٣٧٦)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (١/ ١٢١)، والدارقطني (١/ ٥٤ - ٥٥)، والبيهقي (١/ ١٠٣)، و"الخلافيات" (رقم ٣٥٩ - بتحقيقي)، وابن عبد البر في "التمهيد" (٢٢/ ٣١٠، ٣١١)، والمزي في "تهذيب الكمال" (٥٢٩/ ٢٧) من طريق مسلم بن قرط عن عروة عن عائشة به.
قال الدارقطني في "السنن": إسناده صحيح، وكذا نقله الحافظ في "التلخيص" و"التهذيب" (١٠/ ١٢٢) من كتابه (العلل)، لكن محقق "سنن الدارقطني" نقل العبارة عنه: "إسناده حسن".
ونقلها النووي في "المجموع" (٩٣/ ٢، ٩٦) عنه هكذا: "إسناده حسن صحيح".
أقول: في تحسين هذا الإسناد نظر؛ لأن مسلم بن قرط هذا ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٤٤٧)، وقال: يخطئ، قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (١٠/ ١٢١ - ١٢٢): هو مقل جدًّا. وإذا كان مع قلة حديثه يخطئ فهو ضعيف، وقال الذهبي في "الكاشف" (رقم ٥٥١٧): نكرة، وفي "الميزان" (رقم ٨١٥٠٣): لا يعرف. وانظر "تهذيب الكمال" (٢٧/ ٥٢٩).
وهذا الحديث عزاه الحافظ في "التلخيص" (١/ ١٠٩) لابن ماجه، وليس هو فيه، وفي الباب عن سلمان، رواه مسلم (٢٦٢) في (الطهارة): باب الاستطابة وفيه: "لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار"، وانظر مفصلًا: "نصب الراية" (١/ ٢١٤ - ٢١٦)، و"الخلافيات" (مسألة رقم ١٥).
(٢) في (ق): "تنظف".
(٣) في (ق): "التنظف".
(٤) بدل ما بين المعقوفتين في (ك) و (ق): "و".

<<  <  ج: ص:  >  >>