للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفس، فقال له جعفر: إن اللَّه [قد] (١) قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة، فكيف يقوم لك قياس؟ ثم قال: أيها (٢) أعظم عند اللَّه: الصوم، أو الصلاة؟ قال: بل الصلاة، قال: فما بال المرأة إذا حاضت تقضي الصيام (٣) ولا تقضي الصلاة؟ اتق اللَّه يا عبد اللَّه، ولا تقس، فإنا نقفُ غدًا نحن وأنت بين يدي اللَّه (٤) فنقول: قال اللَّه [عز وجل] (٥)، وقال رسول اللَّه (٦) وتقول أنت وأصحابك: قِسْنَا، ورأينا، فيفعل اللَّه بنا وبكم ما يشاء (٧).

وقال ابن وهبٍ: سمعت مالك بن أنس يقول: الزَم ما قاله رسول اللَّه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] (١) في حجة الوداع: "أمران تركتُهُما فيكم لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب اللَّه، وسنة نبيه [-صلى اللَّه عليه وسلم-] " (٨).

[قال ابن وهب] (١): وقال مالك: "كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إمام المسلمين، وسيد العالمين، [يُسئل عن الشيء فلا يُجيب حتى يأتيه الوحي من السماء" (٩).

فإذا كان رسول رب العالمين] (١) لا يجيب إلا بالوحي، وإلا لم يُجبْ، فمن الجرأة العظيمة إجابة من أجاب برأيه أو قياس، أو تقليد من يُحْسَن به الظن (١٠)، أو عرف، أو عادة، أو سياسة، أو ذوق، أو كشف، أو منام، أو استحسان، أو خرصٍ، واللَّه المستعان وعليه التكلان.


(١) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٢) في (ق): "أيهما".
(٣) في (ق): "الصوم".
(٤) في (ق): "اللَّه سبحانه".
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) في (ق) بعدها: "-صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٧) روى هذه القصة الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ١٨٥ - ١٨٨ أو ١/ ٤٦٤ - ٤٦٦ رقم ٥٠٥ - ط دار ابن الجوزي) بإسناد البغوي السابق.
وبإسناد آخر من طريق أحمد بن علي الأبار عن هشام بن عمار عن محمد بن عبد اللَّه القرشي عن ابن شبرمة فذكره.
وله طريق أخرى عند الخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (١٦٤)، وأبي نعيم في "الحلية" (٣/ ١٩٦)، وأبي إسماعبل الهروي في "ذم الكلام" (رقم ٣٥٤).
(٨) هو هكذا في "الموطأ" (ص ٨٩٩) بلاغًا، ورواه ابن حزم في "الإحكام" (٨/ ٣٥) من طريق ابن وهب به.
والحديث له طرق وألفاظ بهذا المعنى انظر "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (١٧٦١).
وما بين المعقوفتين سقط من المطبوع و (ن).
(٩) رواه ابن حزم في "الإحكام" (٨/ ٣٥) من طريق ابن وهب به، وذكره ابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (ص ٨٣٩).
(١٠) في (ق) و (ك): "الظن به" بتقديم وتأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>