رجل مريض إذا شم رائحة الطيب زاد مرضه، فنصحه الطبيب ألا يخرج إلى الجماعة أربعين يوماً حتى يشفى من مرضه؛ وذلك أنه إذا خرج إلى المسجد وشم الطيب من المصلين مرض، فما رأيكم حفظكم الله تعالى؟
لا يجوز العمل بهذا القول أي: بترك الجماعة ولا ليومٍ واحد، نعم لو أن الإنسان إذا خرج رأى في نفسه أن المرض يزداد أو أنه يتأخر في البرء، فهذه حالةٌ طارئة يحكم لها بما تقتضيه تلك الحال وقت وجودها، وأما أن يقال للشخص: من تمام العلاج ألا تصل مع الجماعة فهذا ليس بمسلَّم إطلاقاً، ولا يجوز العمل به، والطيب كان الناس يدرءونه فيما سبق بأن يأخذوا معهم ما يعرف بالحلتيت يستنشقه الإنسان، فكلما شم طيباً استنشق الحلتيت حتى يزول عنه أثر الطيب.