فضيلة الشيخ! هل يشرع للعالم أن يقيم الحدود بنفسه كما ورد عن ابن تيمية رحمه الله تعالى، وأن يخرج -مثلاً- يعزر الصبيان، ويخرج من السجون كما أخرج الحافظ المزي من السجن؟
لا، لا يجوز لأحد أن يفتات على الإمام، إقامة الحدود من شأن الإمام، وإقامة التعزيرات من شأن الإمام، ولا يحل لأحد أن يفتات عليه، وأقول: من شأن الإمام، والإمام هو الرئيس الأعلى في الدولة، سواء سمي ملكاً أو سمي رئيساً أو إماماً أو أميراً أو شيخاً، أو من ينوب الإمام، كأمراء المناطق ومحافظي المناطق وما أشبه ذلك، لكن للإنسان أن يؤدب ولده وللإنسان أن يؤدب عبده، بل قال العلماء رحمهم الله: للإنسان أن يقيم الحد على عبده إذا كان جلداً لا إذا كان قطع عضو وما أشبه ذلك فإن هذا إلى الإمام.
السائل: وما جاء من فعل شيخ الإسلام؟ الشيخ: يقال هذا فعل أفراد ولا يحتج بأقوالهم، غاية ما هنالك أن يُلتمس لهم عذر، أو يكون هناك ملابسات سوغت لهم أن يفعلوا ذلك، لأننا لو قلنا: كل إنسان يقيم الحد كان كل إنسان يضرب الشخص على ما يريد ونقول له: لماذا؟ قال: لأنه أتى ما يوجب الحد، وصارت المسألة فوضى.