[حكم الجمع بين الصلاتين (الظهر والعصر) لوجود المشقة]
أيحق لرجل يعمل في قرية تبعد ما يقارب (٢٠٠كم) يتردد عليها يومياً أن يجمع الظهر والعصر إذا كان لا يستطيع أن يصلي يعني: يتعب إذا أراد أن يستيقظ من النوم لصلاة العصر؟
لا بأس، هذا إنسان يقول: يشتغل في قرية بعيدة عن بلده وأنه يأتي متعباً بعد الظهر ويخشى ألا يقوم لصلاة العصر أو أن يشق عليه ذلك مشقة كبيرة، فهل يجمع العصر مع الظهر وينام إلى المغرب؟ الجواب: نعم له ذلك، لأن الجمع أوسع من القصر، القصر ما له إلا سبب واحد وهو السفر، أما الجمع فسببه محدود وليس بمعدود، وهو المشقة، متى وجدت مشقة فاجمع، بل الجمع يجوز لأهون من هذا، إذا خفت أن تفوتك الجماعة فاجمع، ولهذا في أيام المطر يجمع الناس في البلد لماذا؟ لأنه لو لم يجمع فاتته الجماعة، وإلا لو انصرف الناس من صلاة المغرب مثلاً وقيل لهم: صلوا في بيوتكم؛ لأنه مطر فاتتهم صلاة الجماعة، فمن أجل تحصيل الجماعة جاز الجمع.
إذاً الجمع جائز للمشقة أو لمصلحة تتعلق بالصلاة.
أما مسألة السفر هذه فلا أراه سفراً؛ لأن كل الناس لا يرونه سفراً.