[تأثير جماعة التبليغ في الواقع]
ما رأيك في جماعة التبليغ والذهاب معهم كمبتدئ لوجود بعض الخطأ؟
هل لهذه الجماعة تأثير في هداية الناس؟ السائل: لا.
الجواب: هذا تكذيب بالواقع, كلامك هذا تكذيب بالواقع, والواقع أن لها تأثيراً عظيماً في هداية الناس, كم من فاسق صار مستقيماً, وكمن كافر أسلم, هذا شيء لا ينكره أحد, إلا من اتخذ منهم موقفاً معيناً فإن الحسنات تكون سيئات, وهذا معروف كما قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
حدثني من أثق به عن شخص لا أثق به إلا في هذه القضية, كان له ابن أخت فاسقاً فاجراً، ما من معصية ذكرت إلا ارتكبها, مظلم الوجه, سيئ الملكة, يقول في يوم من الأيام فقدنا هذا الرجل, بقي خمسة أشهر أو أكثر أو أقل تقريباً, فقلنا لعل الله أتى بسائق مجنون وارتطم به! ويقول بعد مدة ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر, رجل يقرع الباب فقلنا من؟ -أي: الخال؛ لأن هذا ابن أخته- يقرع الباب السلام عليكم, والرجل هذا قال: أسأل الله ألا يبتليني! مَنْ الرجل المطوع الذي جاءنا في هذا الوقت؟ فقام وفتح الباب, وإذا بالرجل البهي المنور وجهه الملتحي, من أنت؟ قال: أنا ابن أختك, ولم يعرفه, قال: لو تريدني أن أعد لك الآن حجر البيت, وغرف البيت, وحمامات البيت, وأنواع الفرش في البيت لفعلت! المهم أنه قال له: ادخل, فدخل, وقال: ما الذي حولك إلى أن صرت إلى هذا الحال؟ قال: والله! الحقيقة إني ما عرفت الدنيا ولا أني مخلوق إلا بعد ما حصل, قال: ما الذي حصل؟ قال: جاءني إخوة من جماعة التبليغ واتصلوا بي وقالوا ادخل معنا في المسجد اسمع الذكر واسمع القرآن, ففعلت, ثم قالوا لي: اذهب إلى الحمام وتغسل وتنشط, وقالوا: اخرج معنا, فخرجت معهم, تسبيح وقراءة قرآن وصلاة وإيثار وخدمة, تعجبت قلت: هل هذا في عالم آخر غير عالمنا؟ يقول: فمشيت معهم وسبحان الله عرفت الآن أنني في الدنيا, استنار قلبي وهداني الله, وقصص كثيرة من هذا النوع أو القريب منه, فلهم تأثر بالغ.
لكن فيهم مسألتين: المسألة الأولى: الجهل, ليس عندهم علم, قد يكون أفراد منهم عندهم علم لكن غالبهم ليس عندهم علم.
المسألة الثانية: ما يذكر من البدع في القوم الذين خارج البلاد السعودية , على أن هذا غير مسلَّم, لأنه يوجد أناس من أهل القصيم ذهبوا إلى الأمكنة تلك ويقولون: والله ما رأينا شيئاً! بل كان الرجل يأتي منهم له تسعين سنة ثم يصلى المغرب ويخطب إلى العشاء, وبعد صلاة العشاء خطب إلى ثلث الليل, وهو كبير السن وكل كلامه ليس فيه ما ينتقد, ولما انتهى أتينا سلمنا عليه ولما عرف أننا من السعودية جلس وقال: الحقيقة نحن ما نريد إلا الحق, والواجب عليكم أنتم يا علماء السعودية إذا سمعتم عنا أي شيء بلغونا عنه.
فالحاصل أن الجماعة لا شك أن لهم تأثيراً بالغاً في إصلاح القلوب وإرجاعها, ولكنهم يحتاجون إلى علم.