[تفسير قوله تعالى:(لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد) .]
قال تعالى:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا}[ق:٣٥] : أي: لهؤلاء المتقين، ما يشاءون فيها أي: في الجنة.
{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} : أي: مزيد على ما يتمنون ويشاءون؛ لأن الإنسان بحكمه مخلوق يعجز عن أن يستقصي كل شيء، وتنقطع أمنيته بحيث لا يدري ما يتمنى؛ لكن هؤلاء أهل الجنة كل ما يشتهون فيها فإنه موجود.
طَيِّبٌ! لو اشتهى الإنسان ثمرة معينة كرمان أو عنب أو ما أشبه ذلك، هل يجدها؟ يجدها، في أي وقت؟ في أي وقت، كل شيء يشتهيه الإنسان ويطلبه فإنه موجود لا يمتنع، بل قال الله عز وجل:{وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} أي: نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون، ومن الزيادة: النظر إلى وجه الله عز وجل.
ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله عز وجل، وقال: إن هذه الآية: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} كقوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦] .
نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم منهم، وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.