فضيلة الشيخ! شكل القبر هل هو أمر تعبدي ما يجوز التغيير فيه، والآن في بعض القبور عندنا في الكويت وضعوا عليها قطع رخام مرتفعة قليلاً وبعضهم يكتب عليها:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}[الفجر:٢٧] ثم يكتب الاسم: هذا قبر فلان أو فلانة، فهل نحن مأمورون بالتعبد في هيئة القبر بحيث يكون فقط الرمل وبدون ارتفاع؟
ما ذكرت من أنه يوضع الرخام على القبر، ويكتب عليه:{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}[الفجر:٢٧-٣٠] وكذلك أيضاً اسم الرجل أو المرأة وربما تاريخ وفاته، هذا منكرٌ وحرام، وتجب إزالته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى أن يبنى على القبر، أو يكتب عليه، أو يجلس عليه، أو يجصص) وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه -أي: جعله مثل القبور الأخرى- فيجب على هؤلاء القوم أن يزيلوا ما وضعوا من الرخام، بلغهم عني، وقل: إن العلماء يقولون: الميت يتأذى بالمنكر إذا فعل عند قبره، وهذا منكر، ومقتضى قول العلماء هذا أن صاحبهم -صاحب القبر- الآن يتأذى بما وضع عليه، بادر بهذا، وقل: يجب إزالته، فإن فعلوا فهو من نعمة الله عليهم وعلى ميتهم، وإن لم يفعلوا فالواجب على المسئول عن المقبرة أن يزيل ذلك، ارفعوا إلى المسئول عن المقابر ويزيل هذا.
ثم ما الذي أدراهم أنها نفسٌ مطمئنة يقال:(ارجعي إلى ربك راضية مرضية) ما يدري؟! هل كل واحد يعلم أن هذا الرجل مات على التوحيد والإيمان؟ إنما نحن علينا الظاهر أنه مات، لكن أمور الآخرة ما ندري عنها.