في فتاوى الدش هناك بعض طلاب العلم يقولون: إن أي شخص يركب هذا الجهاز لا يدخل الجنة، وإنما أفتوا بذلك اجتناباً للفتنة، فنريد توضيح المسألة؟
هذا بارك الله فيك ما فيه إشكال، نصوص الوعيد تبقى على عمومها لكن ما تطبق على كل شخص بعينه؛ لأننا ما نعلم قد يعفو الله عنه، فقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(ما من عبد يسترعيه الله على رعاية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة) هذا الحديث عام، فإذا وجدنا شخصاً قد ولاه الله على رعية ومات وهو غاش لها دخل في هذا الوعيد، لكن لا نشهد له بعينه بأن نقول: محمد يحرم عليه الجنة؛ لأنه غاش للرعية، هذا ليس فيه إشكال، لكن نظراً لأن العامة لا يفهمون الفرق بين التعيين والتعميم كتبنا بدل: حرم الله عليه الجنة، يخشى أن يلحقه الوعيد أو كلمة نحوها فقط، وإلا فالحديث عام وينطبق على هذا؛ لأننا لو سألنا أي أحد من الناس: هل الرجل استرعاه الله على رعيته على أهله؟ السائل: نعم.
الشيخ: لا شك، هل من النصيحة والأمانة أن يجلب لهم هذا الدش أو يمكنهم منه مع قدرته على منعه؟ السائل: نعم.
الشيخ: من الأمانة؟ السائل: من الأمانة أنه لا يدخله البيت.
الشيخ: إذاً ليس من الأمانة، يكون غاشاً أو غير غاش؟ السائل: غاشاً.
الشيخ: إذا مات يصدق الحديث، لكن لا تشهد لشخص بعينه، الآن -مثلاً- يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:(من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه) وجدنا رجلاً يجر ثوبه خيلاء هل نشهد له بعينه أن الله لا ينظر إليه؟ السائل: لا نشهد بعينه.
الشيخ: لكن نقول: أنت داخل في العموم، أما بعينه فلا يجوز أن نشهد؛ لأنه ربما يتوب الله عليه، أو يكون له حسنات تغمر السيئات، أو يستغفر له، أو يشفع له من يصلون عليه؛ لأنه:(ما من رجل مسلم يموت ويقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه) .
الآن مثلاً المؤمن الذي يعمل الصالحات في الجنة أم في النار؟ السائل: في الجنة.
الشيخ: رجل نعلم أنه مؤمن يعمل الصالحات هل نشهد له بعينه في الجنة؟ لا.
فيجب أن يعرف الناس الفرق بين التعميم وبين التعيين.
رجل قتل في الساحة في الجهاد في سبيل الله على يد العدو (من قتل في سبيل الله فهو شهيد) هل نقول: هذا الرجل المقتول شهيد؟ الجواب: لا.