ما تفسير قوله صلى الله عليه وسلم لـ عائشة في قصة حديث بريرة:(خذيها واشترطي لهم الولاء) وهو قد قال في آخر الحديث: (إن كل شرطٍ ليس في كتاب الله فهو باطل) مع أنه أمرها أن تشترط عليهم؟
توجيه هذا الكلام: بعضهم قال: إن (اللام) هنا بمعنى (على) أي: اشترطي عليهم، كما في قوله تعالى:{أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ}[الرعد:٢٥] أي: عليهم اللعنة، لكن هذا التفسير باطل؛ لأنها قد اشترطت عليهم الولاء ولم يقبلوا، والصواب: أن المعنى اشترطي لهم أي: وافقيهم على هذا الشرط، وإنما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بموافقتهم على الشرط؛ ليبين أنه وإن شرط فهو باطل، حتى يبين بطلانه بعد أن شرط، ويكون هذا أبلغ، ونظيره أنه أمر المسيء في صلاته أن يصلي مع أنه لا يطمئن، لكن أراد أن يبين أن الصلاة الباطلة لا تجزئ ولو فعلها الإنسان، هذا هو الصواب.