يا شيخ! نحبك إن شاء الله في الله، عندي سؤال عن دخول الفجر، الفجر يعني: بيان ما يدخل به؟ -الله يجزيك خيراً-!
أولاً: أقول: أحبك الله الذي أحببتنا فيه، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً محبتنا في الله وبغضنا في الله، أن نبغض من أبغضه الله ورسوله ونحب من أحبه الله ورسوله.
إذا كنت في قرية ليس فيها أنوار يمكن أن تعرف الفجر بنفسك، إذا لم يكن هناك غيم ولا قتر.
والله حدد هذا حَدَّاً بَيِّناًَ قال:{فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ}[البقرة:١٨٧] يعني: الزوجات في ليالي الصيام، {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}[البقرة:١٨٧] ، فإذا خرجتَ إلى البر وليس أمامك أنوار وليس قتر ولا غيم انظر للأفق، متى وجدت هذا الخيط المعترض من الشمال إلى الجنوب، هذا البياض، فهذا الفجر، فَصَلِّ، وامتنع عن الأكل والشرب إن كنت تريد الصوم، ومتى لم تره فأنت في ليل.
وهو خيط أبيض يكون في الأفق، في أسفل السماء، أبيض وليس مجر النجوم، أما إذا كنت لا يمكن أن ترى الفجر إما للغيم أو للقتر أو للأنوار أو متى أنت بين البيوت، فالتوقيت الموجود الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة على مدار السنة بمعنى: أنك إذا أردت أن تصيب الفجر بإذن الله فأخِّر خمس دقائق.
وبعض الإخوان يقول: لا.
بل يؤخر أكثر، ويقول: أنا خرجتُ عدة مرات في ليالٍ ليس فيها قمر، وليس فيها قتر، وليس فيها سحاب، ووجدت أنه يتأخر إلى ربع ساعة، والظاهر لي أن هذا طويل -يعني: كثير- أي: يجعل الفرق بين التوقيت الحاضر المكتوب وبين طلوع الفجر عشر دقائق أو ربع ساعة، لكن هذا أظنه مبالغة، إنما الخمس دقائق حسب تقدير الفلكيين يقولون: إنه لا بد من أن يؤخر الإنسان لأذان الفجر خمس دقائق.