فضيلة الشيخ! وبعد: ما الحكم لمن قال لإنسان وهو يبعثه في حاجة ما: اذهب فإني أتكل على الله ثم عليك في قضاء حاجتي هذه؛ لأنا سمعنا من بعض أهل العلم أن هذا الكلام كفر صريح مخرج من الملة، ثم ما الفرق بين هذا القول وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا تقل: ما شاء الله، وشاء فلان؛ ولكن قل: ما شاء الله ثم شاء فلان) ؟ جزاكم الله خيراً.
التوكل نوعان: النوع الأول: توكل بمعنى التفويض والتسليم، هذا لا يجوز إلا لله، وهذا النوع يعتقد المتوكل أنه دون المتوكَّل عليه، أنه دونه بكثير، وهذا لا يصح إلا لله.
النوع الثاني: توكل بمعنى الاعتماد على الشخص مع الاعتقاد بأنه دونك في الرتبة، وأنك تستطيع أن تفسخ وكالته، وأن تعتمد على غيره، هذا لا بأس به، فإذا قلت: اذهب فأنت وكيلي، أو فأنا موكلك فلا بأس بهذا، وليس هذا عبادة.
أما التوكل الذي هو عبادة مثل أن يتوكل الإنسان مثلاً على ميت، أو على إنسان غائب؛ فهذا شرك.
السائل: يا شيخ! المقصود به قضاء الحوائج، فيقول: أنا أوكل وكالة شريعة! ما فيه شيء أبداً.
الشيخ: فيقول: أتوكل على الله ثم عليك.
ما فيها شيء، الرسول قال:(إذا أتاك وكيلي فأعطه كذا وكذا، فإن طلب منك علامة فضع يدك على ترقوته) .
لأن بعض أهل العلم يفرق بين (ثُمَّ) في المشيئة وفي التوكل؟ لكن التفريق في التوكل هل هو عبادة وتفويض وتسليم مطلق؟ هذا لا يصح إلا لله، هل المراد وكلتك بمعنى جعلتك نائباً عني في هذا الشيء؟ هذا هو.