سمعنا في برنامج الفتاوى الذي يذاع بالراديو أصوات نساء يسألن ولكنها المرة الأولى التي يظهر فيها صوت المرأة عبر إذاعة القرآن الكريم، ونعلم أن سماحتكم من الحريصين والحمد لله على الخير، فنريد أن توضحوا لنا ولمن قد يلتبس عليه الأمر في ذلك، هل صوت المرأة عورة، وما حكم إذاعته بعد تسجيله، وقد ترون أن من الأفضل أن يعود طرح الأسئلة كما كان سابقاً عن طريق مذيع البرنامج؟ الجواب على هذا بأن أقول: صوت المرأة ليس بعورة، بنص القرآن، قال الله تبارك تعالى لأمهات المؤمنين، زوجات النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:{فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}[الأحزاب:٣٢] فقوله: فلا تخضعن بالقول؛ إذنٌ بالكلام مع الرجال، وأن المرأة لا بأس أن يسمع صوتها الرجل، لكن بدون خضوع، وكذلك كانت النساء في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تأتي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام في مجلسه، تأتي المرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في مجلسه وتسأله، والرجال حاضرون، فلا بأس أن يسمع الرجل صوت المرأة.
لكن يبقى هل الذين يستمعون إلى صوت المرأة يتمتعون بهذا الصوت أو يتلذذون به؟ يكون المسئول هو الرجل الذي يتمتع بأصوات النساء أو يتلذذ بها، أما صوت المرأة من حيث هو فليس فيه شيء إطلاقاً، ثم إن غالب النساء التي يسألن في هذا البرنامج يسألن مسائل فقهية، أو عن تفسير آية، أو ما أشبه ذلك، شيء لا يمت إلى الفتنة بصلة، وإلا فنحن إن شاء الله تعالى من أحرص الناس على تحاشي ما يكون فيه الفتنة.
وأما قول السائل: كما كان سابقاً ما أعرف أنه كان سابقاً، لعله يريد هو نور على الدرب، نور على الدرب يكتب بأوراق، رسائل تأتي إلى الإذاعة وتعرض على المشايخ ولا حاجة أن نقول: إن المرأة تُسمع المذيع ثم المذيع ينقل سؤالها إلينا؛ لأن هذا يؤدي إلى أن يستغرق وقتاً أكثر فتقل الأسئلة في هذا البرنامج، البرنامج كانوا يريدونه عشر دقائق فقط، فطلبنا منهم أن يكون ثلث ساعة؛ لأنه أوسع للناس، واليوم اتصلوا بنا وقالوا أنهم جعلوه ثلث ساعة، وهو الإذاعة الساعة الخامسة إلا ثلثاً بعد العصر، من كل أحد وكل أربعاء، وستكون إذاعته في رمضان كل يوم عند الإفطار.