فضيلة الشيخ! توجد عندنا في البيت خادمة وقلت أنا للأهل -يعني: الوالدين- حاولوا أن تخرجوها من البيت.
الشيخ: نعم، ترجعونها! السائل: نعم، قالوا لي هم: لا نقدر، وهي على قدر من الجمال، فهل يوم أن ردوا عليَّ وقالوا لي: لا نقدر، أو أعجبك أو بكيفك، هل تنتهي مسئوليتي أنا هكذا، أم أطلب منهم شيئاً؟
أولاً: بارك الله فيك! الخادمة لا نرى أنها تأتي بلا مَحْرَم، لابد من محرم، وإذا لم يكن لها محرم، فالواجب أن يطلبوا محرمها أو يردوها.
ثانياً: إذا كانت لا تتحجب عند الرجال، فالواجب أن تجبر على الحجاب أي: تغطي وجهها، لابد من هذا.
ثالثاً: إذا كان الإنسان يخشى على نفسه منها لكونها شابة أو جميلة، أو ما أشبه ذلك، فالواجب أن تُبْعَد عن البيت؛ لأننا لو قدرنا أن الأب سَلِم من شرها فالأبناء قد لا يسلمون من شرها، وإذا خشي الإنسان على نفسه خشية مباشرة حقيقةً، فالواجب عليه إذا كان عنده قدرة وأبى أهله أن يردوها أن ينفرد ببيت وحده؛ لأن المسألة ليست هينة والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فربما يوسوس له في يوم من الأيام أو ليلة من الليالي أن يفعل معها الفاحشة، فأنت أولاً قل لهم: إن هذا خطر علي، وعلى خُلُقي وديني فإن أبيتم إلا أن تَبْقَى فلابد من أن يأتي محرمها معها، وإن أبيتم ذلك فاسمحوا لي أن أنفرد بسكن وحدي، إذا كان عندك قدرة، نعم.
السائل: لو طلبتُ منها شيئاً، أو أخذتُ شيئاً فلتستر وجهها، لكنهم لا يقولون لها.
الشيخ: أنت يا أخي! أنت قل لها، إذا جاءت وهي كاشفة إليك قل لها: غطي وجهك.
السائل: يمكن أن أتكلم معها؟! الشيخ: نعم، تقدر أن تقول لها: غطي وجهك، واحرص على أن لا يكون بينك وبينها كلام لين، أو ما أشبه ذلك، وأضمر في نفسك أنك تكره وجودها في البيت.
السائل: بعض الأحيان كلموها على هذا، قالوا: تتحجبي أو تمشي، ألا يكون هذا قطعاً لرزقها؟ الشيخ: لا، لا، أبداً، لا يكون قطع رزق، هذا اتقاء شر.