بعض الحملات يستأجرون المخيم في منى وعمارة في مكة فيبيتون في منى ويرجعون نهاراً إلى عمارتهم في مكة المكرمة ترفهاً منهم، فما حكم عملهم هذا؟
لا شك أن عملهم هذا من حيث القواعد الفقهية جائز، لكن عندي أن هؤلاء في الحقيقة إنما جاءوا للنزهة؛ لأنهم لم يتبعوا السنة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جلس في منى ليلاً ونهاراً، والحج جهاد، ليس ترفهاً، ولا أدري كيف يشعر هؤلاء بالعبادة والإنابة إلى الله وأنهم مستمرون في الحج وهم ينتقلون إلى البيت رفاهية؟! وربما يكون عندهم آلات لهو، ثم يرجعون إلى منى جزءاً من الوقت، أنا لا أدري كيف يشعرون بأنهم في عبادة؟! ولهذا ينبغي أن ينبه المسلمون على هذه المسألة التي انهمك فيها كثير من الناس، أخذوا بقواعد الفقهاء أو بما يقتضيه كلام الفقهاء ونسوا أن المسألة عبادة.
لذا ينبغي للإنسان أن يفعلها كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم كيف وهو يقول:(خذوا عني مناسككم) ابق في خيمتك ولو كانت حارة، ولو حصل عليك عرق، ولو حصل عليك مشقة وأذية، هو في طاعة الله، والمسألة أيام، كل الحج لا يتجاوز ستة أيام، (الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر لمن تأخر) ، وأنت آتٍ من بلدك، مغادر أهلك ومالك، ومخاطرٌ في الأسفار، وتعجز عن أن تحبس النفس ستة أيام أو خمسة أو أقل من هذا أربعة أيام، فوالله يؤسفني هذا جداً ويؤلمني جداً وإن كان بعض الناس يفتي بما يقتضيه كلام الفقهاء، فإنه سيتحول الحج بعدئذٍ إلى نزهة، فنسأل الله لنا ولهم الهداية.
أرى أن هؤلاء حجهم ناقص ولا شك؛ لأنهم لم يتبعوا السنة في البقاء في منى ليلاً ونهاراً.