للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من مفاسد الاحتفال بالمولد]

من مفاسد هذه البدعة: أن الذين يفعلونها ولا سيما العوام منهم يعتقدون أنها شريعة وأنها شرعية, ويلومون من لم يفعلها, وحينئذٍ يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً, لأن الذين يقيمون هذه الاحتفالات يلومون الذين لا يقيمونها, يقولون: هؤلاء لا يحبون الرسول! أيهما أشد محبة الذي يتبعه ولا يبتدع في دينه ما ليس منه, ويكون متأدباً مع الله ورسوله, فلا يتقدم بين يديه ولا يشرع ما لم يشرعه, أم المحافظ على الدين الذي لا يقوم لله بأي عبادة إلا إذا كانت مشروعة؟ الثاني لا شك, لذلك يجب على طلبة العلم أن يبينوا للناس أن هذا منكر, وأن حضوره لا يجوز, وأن البدعة لا تزيده من الله إلا بعداً, وكما قال أحد السلف: وما ابتدع قوم بدعة إلا حرموا من السنة مثلها, وصدق, كل بدعة تحرم الإنسان من السنة مثلها, لأن كل بدعة يقابلها سنة, فإذا كانت فعلية صارت السنة ترك هذا الفعل, وحينئذٍ يهدم من السنة ما يقابل البدعة, فعلى طلبة العلم أن يبينوا هذا للناس وأن يقولوا: إن حقيقة المحبة ثمرتها حقيقة الاتباع.

نسأل الله أن يهدي إخواننا المسلمين إلى ابتاع السنة وطرح البدعة, وأن يفتح القلوب لذكر الله عز وجل, والاطمئنان به, إنه على كل شيء قدير.