[تفسير قوله تعالى:(ثم إذا شاء أنشره، كلا لما يقض ما أمره)]
قال تعالى:{ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ}[عبس:٢٢] إذا شاء الله عز وجل (أنشره) أي: بعثه يوم النشور ليجازيه على عمله، فهو لا يعجزه عز وجل أن ينشره ولكن لم يأتِ أمر الله بعد، ولهذا قال:{كَلَاّ لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ}[عبس:٢٣](لما) بمعنى: (لم) ولكنها تفارقها في بعض الأشياء، والمعنى: أن الله تعالى لم يقض ما أمر به كوناً وقدراً، أي: أن الأمر لم يتم لإنشار هذا الميت، بل له موعدٌ منتظر، وفي هذا ردٌ على المكذبين بالبعث الذين يقولون: لو كان البعث حقاً لوجدنا آباءنا الآن، وهذا القول منهم تحدٍّ مكذوب؛ لأن الرسل لم تقل لهم: إنكم تبعثون الآن، ولكنهم قالوا لهم: إنكم تبعثون جميعاً بعد أن تموتوا جميعاً.