الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الخامس والثلاثون بعد المائتين من اللقاءات المعروفة بلقاء الباب المفتوح، والتي تتم كل يوم خميس من كل أسبوع، وهذا الخميس هو السابع من شهر صفر عام (١٤٢١هـ) .
نبتدئ هذا اللقاء بما يفتح الله به علينا من تفسير آيات من كلام الله تبارك وتعالى، وليعلم أن القرآن كلام الله عز وجل تكلم به حقيقة وألقاه إلى جبريل، ثم نزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فوعاه وحفظه، وكان يعاجل جبريل القراءة شوقاً للقرآن وحرصاً عليه، فقال الله تعالى:{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}[القيامة:١٦-١٨] يعني: إذا قرأه جبريل فاتبع قرآنه {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}[القيامة:١٩] .
والقرآن خير الكلام في أخباره وأحكامه وآثاره وتأثيره، ولهذا أحث كل إنسان على حفظ القرآن وتدبر معانيه والعمل به؛ لأن الله تعالى رفع به هذه الأمة لما كانت تجاهد بالقرآن وللقرآن رفعها الله، ولما تولت وأعرضت حصل لها من الذل ما تعلمونه الآن، ولو عادت إلى القرآن والسنة كما كان عليه الأسلاف لعادت إليها عزتها وكرامتها.
أحث إخواني على تعلم القرآن وتفسيره، وليأخذ التفسير من طريقين: الأول: العلماء المأمونين في علمهم، المأمونين في ثقتهم وعقيدتهم.
الثاني: كتب التفسير، ولكن يجب أن تبتعد عن التفاسير التي تشتمل على تحريف القرآن في صفات الله تعالى وأسمائه فلنحذر منها.