رجل قام بأداء العمرة قبل ثمان سنوات, وأثناء الطواف أحس بتعب شديد وإعياء ولم يستطع إكمال العمرة وتحلل ولبس ملابسه وخرج من مكة فهل عليه شيء؟
منذ ثمان سنوات سبحان الله! منذ ثمان سنوات ما سأل عن دينه, لو ضاعت له شاة عرجاء لذهب يطلبها في الليل, وهذا الدين لا يسأل عنه إلا بعد ثمان سنوات انظر التفريط! هذا الرجل يلزمه على قول بعض العلماء أن يلبس الآن ثياب الإحرام ويذهب إلى مكة ويتم عمرته, فيطوف ويسعى ويقصر, وإن كان قد جامع في أثناء هذا فإنها فسدت عمرته فيكملها, ثم يأتي بعمرة جديدة قضاءً لما فسد, وإن كان قد تزوج بعد أن ألغى العمرة فنكاحه فاسد يجب أن يتجنب زوجته, وأن يجدد عقداً جديداً بعد أن يقضي العمرة, الذي أقوله الآن مذهب الإمام أحمد بن حنبل عند أصحابه.
وهناك قول آخر أن الإنسان إذا عجز عن إكمال النسك لمرض -ليس تعباً, لأن التعب يمكن أن يستريح ويكمل- فإنه يتحلل ولكن عليه هدي لقوله تعالى:{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}[البقرة:١٩٦] هنا إشكال هل يحل قبل أن يذبح الهدي أو لا يحل؟ إذا قلنا: لا يحل؛ بقت المشكلة الأولى التي ذكرت, وإذا قلنا: يحل؛ فالأمر أهون ما عليه إلا أن يذبح فدية, فاسأل الرجل هل تعبه هذا أدى إلى مرضه، بحيث لا يستطيع أن يكمل العمرة لو استراح أم لا؟ إذا كان يستطيع فمعناه أنه لا زال في عمرته, فيذهب مباشرة ولكن المحضورات التي فعلها على القول الراجح لا تضره لأنه جاهل, إلا مسألة الزواج فإنه يجب عليه في هذه المدة أن يجدد العقد.
الخلاصة: نرى أنه إن كان هذا التعب أدى إلى مرض لا يستطيع أن يكمل فهذا ليس عليه إلا الهدي, وإلا فإنه لا يزال محرماً الآن يجب عليه الذهاب محرماً من بلده أو من بيته الآن ويكمل العمرة وليس عليه شيء فيما فعل من المحضورات لأنه جاهل, وإن كان قد عقد النكاح في هذه المدة فعليه أن يتجنب زوجته حتى يتم العمرة ويعقد من جديد.