يعاني الكثير من الطلاب نسيان المحفوظات وضياع فوائد المقروءات، فما هو الحل الأمثل في نظرك يا فضيلة الشيخ؟ الشيخ: أسباب ضعف الحفظ كثيرة: منها: المعاصي؛ فإن المعاصي توجب النسيان، قال الله تبارك وتعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا}[المائدة:١٣] وقال الشافعي رحمه الله:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نورٌ ونور الله لا يؤتاه عاصي
- من أسباب النسيان: ألا يتعاهد الإنسان ما حفظ، يعني: لا يكرره، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(تعاهدوا القرآن -يعني كرروه- فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) .
- ثالثاً: كثرة المشاغل، إذا كان إنسان عنده أشغال كثيرة فإنه ينسى؛ لأن القلب وعاءٌ وهو الإناء، والإناء هذا له حد، له طاقة إذا امتلأ بشيءٍ لم يسع غيره، فإذا كان الإنسان غير متفرغ وعنده شواغل، فإن هذه الشواغل ينسي بعضها بعضاً.
- ومن أسباب النسيان أيضاً: عدم العمل بالعلم، فأنت إذا عملت بما تعلم فعملك دراسة -دراسة للعلم- مثلاً: إذا علمت أنه يجب الترتيب في الوضوء، ثم كنت تتوضأ مرتباً فهذه دراسة بلا شك.