[تفسير قوله تعالى:(أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون)]
قال تعالى:{أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[الطور:٣٦] انتقل من الأدنى إلى الأعلى، خلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس، انتقل من الأدنى إلى الأعلى، {أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}[الطور:٣٦]
لا؛ لأن (أم) هنا مثل سابقاتها، بل أخلقوا السماوات والأرض، والجواب: لا، هم يقرون بهذا، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}[الزخرف:٩] يقرون بهذا، لكن مع ذلك لا يعترفون بالرسالة، ولهذا قال:{بَلْ لا يُوقِنُونَ}[الطور:٣٦] أي: ليس عندهم إيقان في خلق السماوات والأرض أن الذي خلقهم هو الله؛ لأنه لو كان عندهم يقين لحملهم هذا اليقين على تصديق النبي صلى الله عليه وسلم والإقرار برسالته.
ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على ما تبقى من هذه الإلزامات العظيمة التي ألزم الله بها قريشاً كل هذا من أجل إقامة الحجة عليهم، ولو شاء سبحانه وتعالى لعاقبهم بدون أن تكون هذه المجادلة أو هذه المناقشة.