إذا توفي عالم من المسلمين، هل يجوز لأحد أن يسافر ليحضر دفنه أو الصلاة عليه؟
أنا أكره هذا؛ أكره أن يسافر أحد من أجل أن يصلي على شخص، لأن هناك فرقاً بين من يموت في البلد فتذهب من حارتك إلى حارته وتصلي عليه، وبين أن تسافر، ولهذا كان السفر لزيارة القبور حراماً، وزيارة القبور في البلد سنة، وأيضاً لو أننا فتحنا هذا الباب لكان الناس هنا في المملكة يتبارون ويتمارون في الذهاب إلى الصلاة على الميت، لأن الأمر -والحمد لله- عندنا ميسر، سيارات وطائرات وخطوط سهله، فيتبارى الناس بهذا ويتمارون مع أن المقصود أن ينتفع الميت بالصلاة، والميت يمكن أن ينتفع بالدعاء في أي مكان، لكن لو فرض أن الإنسان يسافر ليدرأ الكلام والقول والقيل، بمعنى أنه لو لم يحضر لفقد، وصار هناك كلام: لماذا لم يحضر هذا الرجل؟ فهنا قد نقول: إنه لم يسافر من أجل أن يصلي على الميت، لأنه يعرف أن أي دعاء سينفع الميت، لكن من أجل ألا يتكلم المنافقون في أعراض الناس، فهذه إذا لاحظ الإنسان هذا إن شاء الله لا بأس به.