السائل: جائز؟ الشيخ: جائز، أما الأول فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى أن تذبح الشاة وأختها تنظر إليها) وهذه هي الشاة مع أختها فكيف بالأم مع أولادها؟!! وقد ذكروا قصة قرأتها قديماً يقولون: إن رجلاً ذبح ولد بعير عندها، فجعلت البعير تتمرغ على ولدها مذبوحاً أو منحوراً حتى ماتت من شدة وجدها، فأصيب هذا الرجل بالجنون والعياذ بالله، وصار يخرج إلى البر هائماً، وفي أثناء خروجه إلى البر وجد حمَّرة وهو طائر معروف قد سقط عشها تحت الشجرة وفيه أولادها، وهي تحوم تريد أن تحمل الأولاد لتجعلهم في مأمن في الشجرة، فعجزت وهي مازالت تحوم على أولادها وتصرخ، هذا الرجل المجنون تصرف بغير عقل أخذ الأولاد بعشهم ووضعهم على غصن في الشجرة ومكنهم من الشجرة، فنزل الطائر على أولاده مسروراً فرد الله عليه عقله، سبحان الله!! لأنه أحسن إليها ولو كان بغير قصد أثابه الله عز وجل، لأن النفع المتعدي يؤجر الإنسان عليه ولو كان بغير قصد، وهذه المسألة ينبغي لطالب العلم أن يتنبه لها، الإنسان يزرع زرعاً ويغرس غرساً فينتفع منه الطيور، هل هو أراد نفع الطيور في الأصل، أو أراد أن ينتفع هو؟ أراد أن ينتفع هو، لكن انتفاع الطيور به والهوام يؤجر عليه.