بعض طلاب العلم يحس أنه إذا اعتزل الناس أنه يزداد إيمانه ويترقى في درجات الصلاح، وأنه إذا خالط الناس يضعف إيمانه، فيشكل عليه، هل يخالطهم مع ضعف الإيمان، أو يعتزلهم مع ازدياد الإيمان وارتفاع درجات الصلاح؟
هذا يسأل يقول: إن بعض الناس إذا اعتزل الناس قوي إيمانه ورغبته في الخير، وإذا خالطهم غفل ولها، فأيهما أفضل؟ نقول: إن كان هذا الرجل معه علمٌ ينفع به الناس ويرشدهم فاختلاطه بالناس أولى، (فالمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم) أما إذا كان رجلاً عادياً لكن انعزاله عن الناس أخشع له وأقوم لعبادته فليفعل، لكن لا ينعزل عن أهله؛ لأنه مسئول عن أهله (الرجل راع في بيته ومسئول عن رعيته) .
السائل: لو كان يا شيخ! عنده علم هل يدعو؟ الشيخ: لو كان عنده علم يجب عليه أن يبذل العلم، ويجب عليه ألا ينفر، سبحان الله! الإنسان ليس عاقل! ابذل العلم وانشر العلم ولا تنفر.