لي صديق لا يصلي معي جماعة في المسجد بعض الفروض، وذلك بسبب تفريط في النوم حيث يغيب عن صلاة الجماعة في صلاة الفجر وفي صلاة العصر في الأغلب، وهو لا يعمل بالأسباب التي تساعده على الاستيقاظ من النوم، حيث أنه يغلق باب حجرته على نفسه، وبعد مناصحة له يقول: إنه لا يتعمد النوم، مع أن نومه زائد عن الحد الطبيعي، والسؤال يا شيخ: هل نستمر في مناصحة هذا الصديق، أم نبتعد عنه ونهجره مدة معينة لكي يرتدع؟ وهل هذا الصديق يعتبر جليساً طيباً مع وجود صفات كثيرة من التحلي ببعض الأخلاق الحميدة وشيم الرجال أم يعتبر جليس سوء ويجب الابتعاد عنه؟ ونلاحظ يا شيخ ألا يمر يوم على هذا الرجل إلا وقد أضاع فرضاً أو فرضين أو ثلاثة؟
لا شك أن هذا الرجل ممن قال الله فيهم:{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً}[التوبة:١٠٢] بل فقد الوصف الأول حيث وأنه لم يعترف بالذنب؛ لأنه يقول: إنني نائم والنائم لا مؤاخذة عليه، لكن يجب أن يتخذ الوسائل التي يستيقظ بها من ساعة منبهة أو من صديق له يقول إذا حان الوقت يضرب عليه التليفون أو لأهله، أما كونه يغلق الباب على نفسه وهو يعلم أنه لن يستيقظ فهذا متعمد لترك الجماعة، وقوله: إني نائم ليس بعذر؛ لأن عنده من يوقظه، فأنتم استمروا في مجالسته مع النصح وقولوا له: إن لم تفعل فإننا سوف نهجرك، هددوه بهذه العقوبة فربما يكون عند التهديد مستقيماً إن شاء الله.
السائل: يا شيخ عنده منبه ساعة في حجرته، هل يعني أن نعذره في هذا، يقول: أنا عندي شيء يسعدني لكن أريد أن أغلق الباب على نفسي.
الشيخ: القضية الخاصة ربما يريد أن يغلق الباب على نفسه؛ لأن عنده الصبيان.
السائل: لا.
هو سكن الجامعة يا شيخ.
الشيخ: يعني ما عنده أحد يزعجه.
السائل: ليس معه رفيق في نفس الحجرة، وعنده منبه لكنه يغلق الباب.
الشيخ: إذا كان عنده منبه لماذا لم ينتبه؟ السائل: لا يستيقظ عليه؛ لأنه ثقيل النوم.
الشيخ: إذا كان ما يستيقظ عليه فمعناه: وجوده كالعدم.
السائل: نعم.
الشيخ: إذا كان لا يستيقظ على هذا المنبه -يعني: وجوده كالعدم- فلا بد أن يفتح الباب، أو يعطي صاحباً له مفتاح الباب ويغلق على نفسه، ثم إذا جاء صاحبه فتح عليه الباب.
وقل له: إن فعل هذا -أي: أعطى صاحبه مفتاحاً وأغلق الباب- فلينزع المفتاح من القفل؛ لأنه إن بقي لم يستطيع أحد أن يفتح.