للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم السفر إلى الدول الكافرة للدراسة]

عرضت علي دورة -يا شيخ- في مجال العمل إلى أمريكا فهل يجب على الإنسان أن يذهب لهذه الدراسة إلى هناك من أجل المصلحة في مجال عمله؟

والله! ما أدري إذا كان الرجل الذي وقعت عليه القرعة أن يذهب إلى أمريكا أو غيرها من بلاد الكفر إذا كان هذا الرجل داعية عنده علم، وعنده قدرة في الإقناع، وعنده عزمٌ على الدعوة إلى الله، فذهابه حسن لا شك؛ لأن الدول الكافرة الآن في خناق، تريد أحداً ينفس لها من الوضع الذي هي عليه من الناحية الدينية، وبعضها حتى من الناحية الدنيوية اقتصادياً وعملياً؛ فهذا طيب، أما إنسان من عامة الناس فلا أرى أن يذهب: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:٢-٣] ؛ لأن الذي بلغنا أن الذين يذهبون إلى هناك كثيرٌ منهم يرجع بلا خلق ولا دين -والعياذ بالله- ليس كلهم لكن كثيرٌ منهم، وفيهم -والحمد لله- من هو طيب، أرضٌ خصبة، ونباتٌ طيب، ونفع الناس، وانتفع بنفسه.