فضيلة الشيخ! ما هو موقف أهل السنة والجماعة من المجاز وجزاكم الله خيراً؟ الشيخ: المجاز ماذا تعني به؟ السائل: الذي هو عند أهل البلاغة وهو نفي في الحقيقة.
الشيخ: إذا كان هذا المجاز يستلزم إنكار ما وصف الله به نفسه أو تحريف النصوص عن معناها فهذا باطل بلا شك، كالذين قالوا: إن قول الله تبارك وتعالى: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}[طه:٣٩] أي: على مرأىً مني بدون أن نثبت العين، وأن ذكر العين مجاز عن الرؤية فهذا باطل ولا يمكن إقراره، أو قالوا: استوى على العرش، أي: استولى عليه، كناية عن الاستيلاء عليه، فهذا لا يمكن إقراره.
أما إذا قالوا: مجاز، ولكنهم ما حرفوا الكلم عن مواضعه فلا بأس، على أن القول الراجح: أنه لا مجاز في اللغة إطلاقاً، لا في اللغة ولا في القرآن، والعلماء اختلفوا في هذا على ثلاثة أقوال: القول الأول: أنه لا مجاز في اللغة العربية.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
القول الثاني: أن المجاز ثابت في القرآن وفي اللغة العربية، وهذا قول أكثر البلاغيين والمتكلمين.
والقول الثالث: المجاز في اللغة العربية دون القرآن، وهذا قول اختاره جماعة منهم: الشنقيطي محمد الأمين صاحب أضواء البيان.
والصحيح: أنه لا مجاز أصلاً، لأنك مثلاً إذا قلت: رأيت أسداً يدخل سيفه، هل يمكن لأي إنسان أن يتبادر لأي إنسان أنه الأسد الحيوان المعروف؟! لا، إذاً لهذه القرينة صارت هذه الجملة حقيقة في معناها، وتكون هذه الحقيقة حقيقة في معناها.
فلذلك المجاز لابد فيه من علاقة، ولابد فيه من قرينة، هذه القرينة تجعل هذا الذي كان موضوعاً لمعنىً سابق تجعله لا يحتمل هذا المعنى السابق، وحينئذٍ يكون حقيقة في سياقه، وهذا وجه ظاهرٌ لمن تأمله.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.