للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم طلب المسلم للمشقة لزيادة الأجر]

هل يتعمد المسلم المشقة لحديث: (أجركِ على قدر مشقتكِ) ؟

أرأيت الآن لو كان الماء حاراً يشق عليك: هل الأفضل أن تتوضأ بالماء الحار أم بالماء المناسب؟ أيهما أشق؟ الحار.

إذا كان عليه جنابة في ليالي الشتاء، هل الأرفق به أن يسخن الماء ويغتسل، أو يغتسل بالماء البارد؟ الماء البارد أسهل وأفضل، الحديث يقول: (إذا تعبتِ في العمرة) ما قال: اتعبي فيها.

أي: إذا تعبتِ في العمرة وزاد العمل فالأجر على قدر التعب، إنسان مثلاً يذهب إلى المسجد ويصلي جماعة ويتعب بعض الشيء، وإنسان يذهب بسهولة، الأول يؤجر على مشقته، لكن لا نقول: اطلب الإشقاق على نفسك، بل إن طلب الإشقاق على النفس من الأمور المذمومة، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص أن يصوم كل الدهر، وأن يقوم كل الليل، لما فيه من المشقة.

واقرأ قول الله تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ.

} [النساء:١٤٧] أما: (أجرك على قدر نصبكِ) فالمعنى: أنكِ إذا تعبت في نسككِ فلكِ أجر على التعب، كإنسان يطوف والمطاف واسع، وإنسان يطوف بمشقة، الثاني أكثر أجراً من الأول، لكن لا نقول: انتظر حتى يوجد الزحام الشديد وطف.