للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مسافة القصر في السفر]

فضيلة الشيخ! في الأسبوع قبل الماضي سأل أحد الإخوان، فقال: إنه يذهب (٧٠ كم) ويرجع، فهل عليه قصر أم لا؟ فأفتيته بأنه ليس عليه قصر، بسبب أنه لا يحتاج إلى مئونة وطعام، فما رأيكم: اليوم يستطيع الإنسان أن يذهب إلى الرياض أو الدمام، ويرجع في يوم ولا يحتاج إلى مئونة سواء بالسيارة أو بالطائرة، أرجو التفصيل لدفع الالتباس، وجزاكم الله خيراً؟

العبرة بالعادة وليس بالفعل، العادة أن من ذهب إلى (٧٠كم) ورجع في يومه لا يستعد له استعداد السفر، لكن من ذهب إلى الرياض أو إلى مكة من القصيم فالعادة أنه يستعد له، هذه العادة، يشدون الرحال ويأتون بالأزواد وبالمياه وبالقرب، لكن كونه الآن بالطائرات ليس بعبرة، العبرة بما كان الناس عليه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أن مثل هذا السفر يستعدون له، الآن ربما يذهب الإنسان إلى أبعد من الرياض إلى أماكن بعيدة ليس معه إلا الدراهم فقط، يجد الطعام هناك أمامه في الفنادق وغيرها، ولا يحمله، ولكن العبرة بالأول، قديماً كان الناس إذا ذهبوا إلى مكان قريب (٧٠ كم) -مثلاً- ورجعوا في يوم أنهم لا يستعدون لهذه المدة، ولا يقال: إن فلاناً مسافر، ولكن إذا أراد أن يسافر إلى محل آخر أو إلى (٧٠ كم) ويبقى يومين أو ثلاثة، فإن هذا يستعد له.

فالمسألة في الحقيقة كما سمعت الآن مني، هذا قول بعض العلماء، بعض العلماء يقول مسافة القصر محدودة لا ترجع للعرف، إذا بلغ (٨١ كم) أو أكثر قليلاً فهذه مسافة قصر، وإذا كان دون ذلك فليست مسافة قصر، ولكن هذا ليس عليه دليل، ولهذا أنكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال: العبرة بما يسمى سفراً.

الآن -مثلاً- إذا ذهب الإنسان إلى الرياض صباحاً ورجع وقت العصر قال الناس: إنه مسافر، ولكنه لو ذهب إلى الرس من عنيزة ورجع في يومه لم يقل الناس: هذا مسافر.