للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفي رؤية الله عز وجل في الدنيا]

فضيلة الشيخ! في الحديث أو في الأثر: أنه لن يرى أحد ربه أي: في الدنيا، وقيل: أن أحمد بن حنبل رحمه الله رأى ربه، إن كان رآه هل رؤية أحمد بن حنبل رؤية حقيقية لربه أم غير ذلك؟

هو ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى وسلم أنه لما تكلم عن الدجال قال: (واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا) ولو كان يمكن رؤية الرب في الدنيا لأمكن ذلك في حق موسى عليه الصلاة والسلام، وموسى قال: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف:١٤٣] .

فرؤية الرب عز وجل يقظة لا يمكن حتى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أعرج به لم ير ربه، وقد سئل: (هل رأيت ربك؟ قال: نور أنى أراه) وفي رواية: (رأيت نوراً) يعني ولم أر الله.

أما في المنام فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى ربه في المنام، وأما ما يذكر عن أحمد بن حنبل فلا أدري عنه هل ثبت عنه بسند صحيح أو لا؟ فإن ثبت عنه بسند صحيح فهو مثل ضرب له على حسب تمسكه بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله.