للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (أفتمارونه على ما يرى)]

قال تعالى: {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} [النجم:١٢] والاستفهام هنا للإنكار والتعجب، ومعنى (تمارونه) أي: تجادلونه بقصد الغلبة، ولهذا عداها بـ (على) دون (في) ، يعني: لم يقل: (أفتمارونه في ما يرى) ، بل قال: (على ما يرى) إشارة إلى أن الفعل ضمن معنى المغالبة، يعني: أفتجادلونه تريدون أن تغلبوه (على ما يرى) أي: على شيءٍ رآه، ولكنه عبر عن الماضي بالمضارع، إشارة إلى استحضار هذا الشيء، وأنه عليه الصلاة والسلام حين أخبر به كأنما يراه الآن؛ لأن الإنسان إذا حدث عن ماضٍ فربما يقول قائل: لعله نسي فأخطأ، لكن إذا عبر بالمضارع صار كأنه يتحدث عن شيءٍ هو يشاهده.

{أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى} فهل المعنى على ما يرى الآن أم على ما رأى من قبل، ولكن عبر عما رأى بالمضارع؟