حكى الله عن ابن آدم قول الذي قتل أخاه أنه قال:{يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ}[المائدة:٣١] على أي شيءٍ الندم الذي حصل منه؟
الظاهر أنه أصبح من النادمين على قتل أخيه، ويجوز أن يكون على هذا وهذا، لكن كونه مثل هذا الغراب قد يقال: إنه لا ندم عليه؛ لأنه ليس بيده، وقد يقال: إنه ندم عليه لكونه جهل هذا الأمر، إنما الشيء المحقق أنه نادمٌ على قتل أخيه، هذا لا إشكال فيه.
السائل: نادمٌ عليه من جهة أنه قتل أخاه أو نادمٌ عليه لأنه ذنب؟ الشيخ: هذا الله أعلم، هل ندم على أنه ذنب، أو على أنه قتله وتعب به.