فضيلة الشيخ! ما حكم إبطال السحر بالسحر؟ وما الحكم إذا أخبر الكاهن علم الغيب النسبي، مثلاً: سرق شيئاً وأخبر به الكاهن، بعض الناس يعرفون وبعض الناس لا يعرفون؟
أما الأول وهو حل السحر بالسحر فلا يجوز؛ لأن هذا يؤدي إلى انتشار السحر، إذ أن الإنسان الذي يحل السحر بالسحر لا بد أن يعطى على هذا جائزة وأموال كثيرة، فيفضي إلى تعلم الناس السحر من أجل أن ينقضوه، وهذه مفسدة عظيمة، لو قدر أن المسحور مات فالضرر هنا فردي، لكن كثرة السحرة ضرر عظيم على الأمة، فلا يجوز أن ينقض السحر بالسحر، لكن بعض العلماء قال: إذا كان هناك ضرورة بحيث ندرس كل حالةٍ وحدها فقد يرخص في ذلك، وعلل هذا بأن السحر ضرر وإزالة الضرر لا بأس به.
ولهذا سئل ابن المسيب رحمه الله: عن رجلٍ لا يستطيع أن يجامع زوجته فيه سحر، هل يؤخذ عنه أو ينشط؟ قال: لا بأس إنما يريدان بذلك الإصلاح، نقله الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتاب التوحيد، لكننا لا نفتي بذلك كما قلت لك في هذا ضرر عظيم، وربما يتفق السحرة فيقوم أحدهم بالسحر، والآخر بفكه، وبينهم اتفاق.
الكاهن كما قلت لك قبل قليل سمعت ماذا قلنا عن مغيبات المستقبل، أما الذي يخبر عن شيء وقع لكنه غائبٌ عنه فهذا يسمى عرافاً، لكنه ينظر ما السبب أنه علم بمكان المسروق، أو أن الذي سرق فلان ما هو السبب؟ يقول مثلاً: إن عنده جنياً؛ فليخبرنا: ما علاقة هذا الرجل الذي أخبره الجني؟ ينظر إذا كان علاقته علاقة طيبة بمعنى: أن هذا الجني صالح وأن الإنسي قد أحسن إليه في علم أو نصيحة أو أعجبه وصار الجني يخدمه، فقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله: أن ذلك لا بأس به، وأن الاستعانة بالجني على غير ظلمٍ وبطريقة مشروعة لا بأس به، وذكر قصةً عن السلف الصالح.