للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (قد أفلح من تزكى)]

قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:١٤] هذه الجملة جملة فعلية مؤكدة بـ (قد) : {قَدْ أَفْلَحَ} [الأعلى:١٤] والفلاح كلمة عامة يراد بها النجاة من المكروه والفوز بالمحبوب.

وقوله: {مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى:١٤] أي: من تطهر ظاهره وباطنه، فتطهر باطنه من الشرك بالله عز وجل ومن الشك، ومن النفاق، ومن العداوة للمسلمين، ومن البغضاء لهم، وغير ذلك مما يجب أن يتطهر القلب منه، وتطهر ظاهره من إطلاق لسانه وجوارحه في العدوان على عباد الله عز وجل؛ فلا يغتاب أحداً، ولا ينم عند أحد، ولا يسب أحداً، ولا يعتدي على أحد بضرب، أو جحد مالٍ، أو غير ذلك، فالتزكي كلمة عامة تشمل التطهر من كل درن ظاهراً أو باطناً.