فضيلة الشيخ يقول أحد الطلاب عن مسألة صدرت وينسبها إليك في المعية معية الخالق مع الخلق، يقول: أنك تقول: أن الله جل وعلا مستوىٍ على عرشه ويكون بذاته مع خلقه.
فهل هذا القول صحيح؟
أبداً، نحن نقول: إن الله معنا وهو مستوىٍ على عرشه، كما جاء في القرآن الكريم كما قال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}[الحديد:٤] فنثبت لله ما أثبته لنفسه، ولكننا نقول: أي إنسان يقول: إن الله معنا بذاته في أمكنتنا فإنه كافر؛ لأنه مكذب لأدلة العلو، ويلزم من قوله: أن يكون الله تعالى في أماكن الأقذار والأنتان، ويلزم من قوله: أن الله إما أن يتعدد وإما أن يتجزأ، لكن بعض الناس يفهم من الكلام شيئاً آخر غير المراد فينقله على ما فهمه ويبني على فهمه الخاطئ.
السائل: يقول: يستدل بالآية هذه: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة:١١٥] ؟ الشيخ: لا، نحن نقول:{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}[البقرة:١١٥] فيها قولان للسلف: القول الأول: ثم وجه الله حقيقة، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم للمصلي:(إن الله قبل وجهك) .
والقول الثاني في الآية: أن المراد بالوجه الجهة، يعني: فثم جهة الله أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء، محيط بكل شيء، لكننا نستدل بالآية التي تلونها أولاً:{وَهُوَ مَعَكُمْ}[الحديد:٤] هو نفسه، لكنه ليس معناه أن ذاته تكون في الأرض لا أحد يقول به ممن يعرف الله حق المعرفة.
وقد ضرب شيخ الإسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية لما ذكر أنه معنا حقيقة ضرب مثلاً يتبين به الأمر، قال: هذا القمر في السماء ونقول: إنه معنا حقيقة، المسافر يقول: سرت والقمر معي أو النجم معي وهو في السماء، فإذا كان هذا في المخلوق فما بالك في الخالق، فيصح أن نقول: معنا حقيقة وهو على عرشه حقيقة كما نقول: ينزل إلى السماء الدنيا في آخر الثلث الآخر من الليل حقيقة وهو على عرشه حقيقة.