فضيلة الشيخ: كفالة اليتيم عن طريق مكاتب الإغاثة الإسلامية خارج المملكة هل ينال الكافل أجر كفالة اليتيم حتى ولو كان اليتيم ليس عنده في الداخل، علماً بأن مكاتب الإغاثة ترسل التقارير عن حالة اليتيم الصحية والدراسية، وهذه المكاتب فروع للداخل، نفس فروعنا التي في الداخل؟
جميع الأموال التي يقصد بها وجه الله: من كفالة يتيم، وصدقة، وزكاة، كلها إذا حصلت في الداخل فهو خير؛ لأن في الداخل أمامك ويمكنك أن تشرف عليه، وتعرف كيف صرف، ولا تقل: إن الداخل في غنى وما أشبه ذلك، نحن نعلم أن في أوساط المملكة والمدن هناك غنى والحمد لله، لكن في أطراف المملكة جوع وفقر، هكذا نحدث، وعليه فالأقربون أولى بالمعروف، وكونك تشاهد الشيء بنفسك أنت هذا خير، ولهذا لما حصلت المبالغة في مثل هذه الأشياء صار بعض الناس يقول: أعطونا زكاة الفطر نوزعها هناك، أعطونا الأضحية نذبحها هناك، وهذا غلط، زكاة الفطر في البلد، الأضحية عندك وعند أهلك، ضحِ أمام عيالك حتى تظهر هذه الشعيرة العظيمة، والمقصود من الأضحية ليس اللحم:{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}[الحج:٣٧] أهم شيء في الأضحية أن تذكر اسم الله عليها وتذبحها، وأن تأكل منها، ولهذا أمر الله بالأكل منها والإطعام {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا}[الحج:٢٨] فبدأ بالأكل.
ولهذا نرى أن الذين يدعون الناس إلى أن يضحوا خارج البلد أنهم إلى الإثم أقرب منهم إلى السلامة، نعم! ادع الناس إلى البذل والصدقة للمنتظرين في الخارج من المسلمين هذا طيب ونساعد على هذا، لكن أما أن ننقل شعيرة من شعائر الإسلام الظاهرة إلى هناك فهذا غلط غلطٌ عظيم.
أما كفالة اليتيم فإذا وجدت يتيماً فكفالته هنا أولى، وتحصل الكفالة ليس بالأكل والشرب واللباس بل حتى بالحضانة، وربما تكون الحضانة أشد اهتماماً من الأكل والشرب، فتجعله عندك في البيت مع الأولاد تدرسه وتعلمه وتلاطفه، هذه كفالة الأيتام.