للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تفسير قوله تعالى: (في سدر مخضود)]

قال تعالى: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة:٢٨] (السدر) هو: شجر معروف بارد، ظله منشط، لكن لا تظن أن السدر الذي في الجنة كالسدر الذي في الدنيا، الاسم واحد والمعنى مختلف، كما قال الله تعالى: {فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:١٧] ولو كان ما في الجنة كالذي في الدنيا لَكُنَّا نعلم، لكن الاسم متفق وحقيقة الشيء تختلف، {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ} [الواقعة:٢٨] أي: أنه ليس فيه شوك.

{وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} [الواقعة:٢٩] (الطلح) قيل: إنه شجر الموز، والمنضود: معناه الذي ملأ ثمرةً، ولكن مع هذا ليس الذي في الجنة كالذي في الدنيا.

{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة:٣٠] (ظل) أي: لا نهاية له، لأنه لا يوجد شمس في الجنة، بل هي ظل، وصف بعض السلف بأنها كالنور الذي يكون قرب طلوع الشمس، تجد الأرض مملوءة نوراً ولكن لا تُشاهد شمس، فهو (ظل ممدود) أي: ممدود في المساحة ممدود في الزمن، دائماً.