حملة من حملات الحج ذهبوا من منى الساعة الحادية عشرة صباحاً من اليوم التاسع، فما وصلوا إلى عرفة إلا في الساعة الثانية عشرة ظهراً، ثم توقفت السيارات إلى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ثم ساروا الساعة الثانية عشرة ليلاً إلى المزدلفة، فما أدركوا صلاة الفجر إلا بين عرفة ومزدلفة، فلم يصلوا المزدلفة إلا الساعة السادسة صباحاً، وكانوا متجهزين عند الغروب في عرفة وما أخرهم إلا تأخر السير، فما حكم ذلك؟
بعض العلماء يرى أن عليهم فدية؛ لأنهم تركوا المبيت في المزدلفة، والذي أرى أنه لا شيء عليهم؛ لأنه إذا كانت القصة على ما قلت أنت فهم غير مفرَّطين.
السائل: لكن يا شيخ هناك رؤيا في هذا، وهي: أن أحد الحجاج رأى منادياً ناداه في الرؤيا وقال: لقد أخطأ فلان، لقد أخطأ فلان، لقد أخطأ فلان، حيث لم يقف في المزدلفة أو لم يبت في المزدلفة؟ الشيخ: صحيح أنه أخطأ لكن أخطأ لعذر، والرؤى المخالفة للشرع لا تعتبر، لكن على كل حال -كما قلت- بعض العلماء يرى أن عليه فدية نظراً؛ لأنه لم يبت في المزدلفة، ولكني أقول: ما دام أن الرجل لم يحصل منه تفريط لكونه عجز فأرجو ألا يكون عليه شيء.
السائل: وإن ذبح هل هو أفضل؟ الشيخ: وإن ذبح فهو أفضل ليس في هذا شك، أفضل قطعاً.