قال تعالى:{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}[المجادلة:٦](يوم) متعلقة بما سبق، يعني: لهم هذا العذاب المهين إذا بعثهم الله عز وجل، يبعثهم الله جميعاً لا يترك منهم نفساً واحدة، كل الخلق يبعثون، فينبئهم أي: يخبرهم بما عملوا، وهذا الإنباء من أجل أن يعرفوا أنهم هم الذين ظلموا أنفسهم، قال الله عز وجل:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء:١٣-١٤] يا إخواني! الذي يعطيك الدفتر من التجار ويقول: انظر حسابك هل يكون قد أنصفك أم جار عليك؟ أنصفك، الإنسان يقول: خذ الدفتر أنت الآن قيم أو مقيد عليك بحضرتك انظر الدفتر، هذا غاية الإنصاف، ولهذا قال بعض السلف: لقد أنصفك من جعلك حسيباً على نفسك.
فإذا قرأ الكتاب وجد أنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، أؤمن بهذه الحقيقة واعلم أن ذلك سيكون لك:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} كل إنسان مؤمن أو كافر {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء:١٣-١٤] .