ومما يجب أيضاً على طالب العلم: أن يكون عند دعوته إلى الله عز وجل ذا بصيرة وحكمة بحيث يُنَزِّل الأشياء منازلها، قد يأتي قوماً يكون الخير في دعوتهم أن يرغبهم في الخير، ولا يذكر الوعيد، وقد يكون معه في قوم الخير أن يذكر لهم الوعيد حتى يتوبوا إلى الله ويرجعوا مما هم عليه، فلكل مقام مقال.
فإذا استعمل الإنسان الحكمة في دعوته إلى الله عز وجل صار له أثر كبير بالغ.
وليُعْلَم أن الإنسان كلما عمل بعلمه زاده الله علماً، قال الله تعالى:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد:١٧] .
وفي الأثر:(من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم) .
وقيل:
العلم يهتف بالعملْ فإن أجابه وإلا ارتحلْ
نسأل الله لنا ولكم التوفيق لما فيه الخير الصلاح، وأن يجعلنا قادة هدى وإصلاح، إنه على كل شيء قدير.