نعم، لا حرج في ذلك لحديث:(يؤم القومَ أَقْرَؤُهُم لكتاب الله تعالى) إلا إذا كان إمام مسجد فهو صاحب السلطان فيه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام:(لا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في سلطانه) وأما إذا لم يكن إمام مسجد فأَقْرَأُ القومِ هو أحقهم بالإمامة حتى وإن كان صغيراً، عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه كان صغيراً وكان أَقْرَأَ قومه؛ لأنه يتلقى القرآن ممن يمرون به من الصحابة، فقدَّموه وله ست أو سبع سنين، تصوَّروا! قدَّموه يصلي بقبيلته، لم يصل بواحد أو اثنين أو ثلاثة، بل قبيلتِه كلها، وكان عليه ثوب قصير، إذا سجد ربما تبدو عورته، فخرجت امرأةٌ من الحي ذات يوم وقالت:[غَطُّوا عنا است صاحبِكم] ، الإست ليس هو الفرج، الإست: هو الدُّبُر، يقول:[فاشتروا لي ثوباً -بدل ما كان عليه- فما فرحتُ بعد الإسلام فرحي بذلك الثوب] لأنه صبي صغير، وابن ست سنين وسبع سنين كل شيء يفرح به.
فالمهم: عليك بهذا الحديث: (يؤم القومَ أَقْرَؤُهُم لكتاب الله تعالى) ويستثنى من ذلك إمام المسجد؛ لأن إمام المسجد سلطان في المسجد، وكذلك السلطان الأعظم رئيس البلاد لو حضر المسجد، يكون أحق من غيره.
لكن البلاء كل البلاء أن الناس الآن يتدافعون الإمامة: صلِّ يا فلان.
فيقول: لا، أنت صلِّ.
يا أخي، احمد ربك إذا قيل لك: صلِّ، وأنت أحق القوم بالإمامة، احمد الله؛ لأن عباد الرحمن {يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً}[الفرقان:٧٤]