للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تفسير قوله تعالى: (وما أدراك ما الحطمة)

قال الله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ} [الهمزة:٥] وهذه الصيغة للتعظيم والتفخيم: {نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة:٦] هذا الجواب، أي: هي نار الله الموقدة، وأضافها الله سبحانه وتعالى إلى نفسه؛ لأنه يعذب بها من يستحق العذاب، فهي عقوبة عدل وليست عقوبة ظلم، أي: نار يحرق الله بها من يستحق أن يعذب بها.

إذاً هي نار عدل وليست نار ظلم؛ لأن الإحراق بالنار قد يكون ظلماً وقد يكون عدلاً، فتعذيب الكافرين بالنار لا شك أنه عدل، وأنه يثنى به على الرب عز وجل، حيث عامل هؤلاء بما يستحقون، وتأمل قوله: (الحطمة) مع فعل هذا الفاعل (همزة لمزة) حطمة، وهمزة لمزة على وزن واحد ليكون الجزاء مطابق للعمل حتى في اللفظ.

{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ} [الهمزة:٦] أي: المسجرة المسعرة.