قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات:١٣] :- {عَلِيمٌ} بكل شيء؛ لأنه هنا مطلق، ولم يُقَيَّد بحال من الأحوال.
{خَبِيرٌ} والخبرة هي: العلم ببواطن الأمور، العلم بالظواهر لا شك أنها صفة مدح وكمال؛ لكن العلم بالبواطن أبلغ، فيكون عليم بالظواهر، خبير بالبواطن، فإذا اجتمع العلم والخبرة صار هذا أبلغ في الإحاطة.
وقد يقال: إن الخبرة لها معنى زائد على العلم؛ لأن الخبير عند الناس هو العليم بالشيء الحاذق فيه، بخلاف الإنسان الذي عنده علم فقط؛ ولكن ليس عنده حذق فإنه لا يسمى خبيراً، فعلى هذا يكون الخبير متضمناً لمعنىً زائدٍ على العلم.