يجوز، أفتى بذلك إمام المفتين محمدٌ صلى الله عليه وسلم فما سئل عن شيءٍ قدم ولا أخر في ذلك اليوم إلا قال:(افعل ولا حرج) ولم يقل: افعل ولا تعد، ولما أسرع أبو بكرة ليدرك الركعة قال:(زادك الله حرصاً ولا تعد) فلو كان الترتيب واجباً يسقط بالجهل لقال النبي صلى الله عليه وسلم: افعل ولا تعد، بل قال:(افعل ولا حرج) وهذا من رحمة الله عز وجل؛ لأن الناس إذا كان الأمر مفتوحاً صار بعض الناس يمشي من مزدلفة إلى مكة ليطوف ويسعى ثم يرجع ويرمي، أو بعض الناس يرمي ثم ينزل إلى مكة قبل الذبح والحلق، أو بعض الناس يرمي ثم يحلق ليحل التحلل الأول وينحر وهو لابسٌ ثيابه، المهم أن هذا من رحمة الله والحمد لله، ومن سعة علم الله؛ لأنه جل وعلا علم أن إيجاب الترتيب فيه مشقة على الناس، فالأكمل الترتيب ولكن للإنسان رخصة أن يبدأ بما شاء.