فضيلة الشيخ هناك شاب التزم على الطريق الصحيح، فأطلق لحيته وقصر ثوبه، ثم لما رآه والده على ذلك طرده من المنزل، وأمره بعدم العودة حتى يحلق لحيته، ثم خرج من المنزل، وبعد عدة سنوات عاد إلى المنزل للسلام على أهله، فقام عمه وأخوه بحلق لحيته بالقوة، ثم خرج من المنزل، ووعده بعد ذلك عمُّه بأن أباه رضي عليه، وعاد مرة أخرى إلى المنزل بعد أن نبتت لحيتُه مرة أخرى، وحينما رآه والده؛ طرده وقال: لا ترجع حتى تحلق لحيتك للمرة الثانية، فخرج من المنزل إلى الآن، فهل يسقُط حقُّ والدِه ولا يعود لمنزله، علماً بأنه قد يتضرر من عودته؟ أفتونا مأجورين!
والله! أنا أظن أن هذه أضغاث أحلام، لا يمكن أن تقع، هل وقع حقيقة؟ السائل: نعم! وقع.
الشيخ: سبحان الله! لا شك أن الوالد الآن مُحادٌّ لله ورسوله، إن كان الأمر كما قلتَ؛ لأن الرسول أمر بإعفاء اللحية وهذا يأمر بحلقها؟ ثانياً هذا الأب عاصٍ لله ورسوله، حيث قَطَعَ رحمه؛ لأن ابنه من قرابته يجب عليه أن يصله، وأي قطيعة أعظم من هذه القطيعة، أن يأمره بمعصية الله.
لذلك أرى أنه لا حق لأبيه عليه في هذه الحال، ولا يلزمه أن يصل أباه، ما دام يأمره بالمنكر؛ إلا ما اقتضت الحاجة الضرورية إليه، لأن الله يقول:{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}[لقمان:١٥] .
وأما هؤلاء الذين حلقوا لحيته قهراً؛ فحسابهم على الله عز وجل؛ لأن هؤلاء اعتدوا على سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، واعتدوا على رجل مسلم من عباد الله ينفِّذ شريعة الله.
فنصيحتي لأبيه وعمه أن يتوبا إلى الله عز وجل، وأن يرجعا إليه، وأن يتحللا هذا الولد مما فعلا به قبل أن يأتيهما الموت، فكم من إنسان أصبح ولم يمسِ! وكم من إنسان أمسى ولم يصبح! ولا يدري هذان متى يأتيهما الموت، فعليهما أن يتوبا إلى الله.
أما الابن فلا يرجع إلى البيت ما دام أنه برجوعه يحصل له هذا الشر، وهو في حل من هذا.