يعني: حسب الاصطلاح الحالي الجديد، هذه فيها خلاف بين العلماء، بعض العلماء يقول: يكتب المصحف على حسب القواعد الإملائية في كل زمانٍ بحسبه؛ لئلا يتلخبط الناس في قراءة القرآن، ونحن نعلم أن القاعدة الإملائية لو كانت في عهد الصحابة عند كتابة المصحف على القاعدة اليوم لكتبوها على نفس القاعدة، لكن صادف القاعدة في ذلك الوقت على الرسم العثماني، فكتابة المصحف على الإملاء وقت كتابته أول مرة ليس تعبداً ولكنه تبعاً للاصطلاح، فإذا تغير الاصطلاح فإن الكتابة تتغير، لأنه لو قرأ على حسب الرسم العثماني لاختلت القراءة، مثلاً الصلاة كيف تكتب بالرسم العثماني؟ بالواو والتاء، الزكاة كذلك، الربا بالواو وهلم جراً.
وبعضهم يقول: يجب أن تكتب بالرسم العثماني؛ لأنها لو كتبت حسب القاعدة المصطلح عليها ثم نظر الناس إلى الرسم العثماني لقالوا: اختلف القرآن، ولأن في كتابته على الرسم العثماني تذكيراً بكتابته وقت الصحابة فيكون الإنسان متأثراً بالتأسي بالصحابة رضي الله عنهم.
وفصَّل بعضهم فقال: أما بالنسبة للمبتدئين الصغار الذين يقرءون في الألواح فيكتب لهم حسب القاعدة المعروفة عندهم، من أجل أن يقرءوه على وجه صحيح، وأما للمنتهيين فلا يكتب إلا على حسب الرسم العثماني، وهذا القول أقرب الأقوال الثلاثة للصواب، وهو التفصيل.
السائل: لو كتبت في كتب غير المصحف؟ الشيخ: هذه أهون، أي: لو كتبت جاء الإنسان بالآية استشهاداً -يعني: استدلالاً بها- فهنا قد نقول: يكتبها على حسب القاعدة المعروفة؛ لأن الناس لو رجعوا إلى المصحف لوجدوه على الرسم العثماني.